الخنساء بين الجاهلية والقادسية..

انها تُماضر بنت عمرو السلمية..قُتل شقيقها معاوية ثم أخوها لأبيها صخر فجزعت
عليهما جزعاً شديداً..وبكتهما بكاءاً مُراً.. وكان أشد وجدها علي صخر لأنه
كان قد قاسمهما - هي وزوجها - ماله مراراً .. فقالت فيه المراثي المطولات
.. وأطالت عليه البكاء والعويل حتي تقرَّحت مآقيها .. وما فتئت تبكي صخراً
حتي جاء الاسلام فوفدت مع قومها علي النبي صلي الله عليه وسلم وأسلمت
وعُدت من الصحابيات ..
كم بكت صخراً .. وكم حزنت .. وكم ندبت .. وكم قالت من الأشعار مالم تقله
إمرأه لاقبل الخنساء ولابعد الخنساء .. حتي قال عنها بشَّار بن برد : لم
تقل إمرأة الشعر إلاّ ظهر الضعف فيه إلا الخنساء التي غلبت الفحول ..
وقال لها النابغة الذبياني - وقد أنشدته بسوق عُكاظ قصيدتها :
قذي بعينيكَ أم بالعين عوار , أم أقفرت إذ خَلَتْ من أهلها الدارُ ؟
- لولا أن الأعشي أنشدني قبلكِ لقلتُ انكِ أشعر من حضر سوق عكاظ .
وسُئل جرير : من أشعر الناس ؟
فقال : أنا.. لولا الخنساء !
ألا ياصخرُ إن أبكيتَ عيني
فقد أضحكتني زمناً طويلا
دفعتُ بكَ الخطوب وأنتَ حيٌ
فمن ذا يدفعُ الخطبَ الجليلا ؟
إذا قَبُحَ البكاءُ علي قتيلٍ
رأيتُ بكاءَكَ الحسنَ الجميلا
* الخنساء تحولت بالاسلام الي صورة أخري
الخنساء التي مافتِئَتْْْْ تبكي صخراً قبل الاسلام حتي عميت ..
هاهي في السنة الخامسة عشرة من الهجرة تشهد القادسية مع فلذات أكبادها.. مع أولادها الأربعة
تشهد القادسية لتحض أولادها علي الدفاع عن الاسلام
والتقي الجمعان في أيام ثلاثة قاسية حتي إنجلي اليوم الثالث عن النصر
فدالت دولة لفرس..
وزال عرشُ كسري ..
ورُفعت رايةُ التوحيد ..
وكان الثمن مئات الشهداء ..
وكان بين هؤلاء الشهداء أولاد الخنساء الأربعة ..
فما بكت ..
ولا رثت ..
ولاندبت ..
ولاذكر لنا التاريخ أنها قالت فيهم بيتاً واحداً ..
قالت عبارة واحدة :
الحمد لله الذي شرَّفني بقتلهم ..
قالت ذلك وهي في أشد الحاجة اليهم لِكِبرِ سنها وفقدِ بصرها
رضي الله عن الخنساء وأرضاها فقد كانت طِرازاً فريداً بين النساء المؤمنات ..
وأنموذجاً فذاً بين الصحابيات الصابرات ..

رضى الله عنها ورضى عنك يا اسامه

الخنساء بين الجاهلية والقادسية.. 2

ورضي الله عنك نورت التوبيك يا اخي