الفارس الملثم مراقب عام
العمر : 34 الفرقة : الثالثة عدد المشاركات : 866 نقاط المشاركات : 2293 التقييم : 43 المزاج : راااااااااااااااااااااااااااااايق جدا
| موضوع: الرشيد هارون (الخليفة المُفتَرى عليه) الأربعاء مايو 12, 2010 4:25 pm | |
| هذا الموضوع عن الرشيد هارون لأنه -للأسف- لا يعلم عنه الكثير من الناس إلا أنه كان بتاع جوارى وخمرة ومش فاضى غير للملذات واللهو وطبعا هذا كله كلام فارغ معلش ياجماعة انا سبب اني تحدثت في هذا الموضوع اني كنت اتحدث حنا ومجموعة في الكلية وكنا نتكلم وجاءت صدفة سيره هارون الرشيد وطبعا سمعت خرافات وافتراء كثيرة قفولت اعدل ولو قليل من هذا الجهل معذرة في اللفظ ولكن ارجع واقول هذا هو ناتج الفسوق الذين يدعون انه فن الغناء وتمثيل وحسبنا الله ونعم الوكيل المشكلة ان احنا اللى اتجرأنا على رموزنا الأول فهم كمان اجترؤوا عليها, ولو وجدوا عندنا احترام لتاريخنا ما اجترؤوا على ذلك, يعنى هل ممكن واحد عندنا يعمل ملهى ليلى ويسميه بوذا مثلا,
لكن كما قال شيخنا الحويني: (سلفنا خلاص ملهمش حد, فعادى كل واحد يتكلم فيهم ويشتم فيهم براحته), ذلك الممثل الفاسق الذى قضى طول عمره فى أحضان العشيقات والفاسقات (كما قال شيخنا الحويني), يتطاول على الرشيد هارون و يظهره فى مظهر يستحيى الكفرة أن يظهروا سلفهم فيه, حاجة تقطع القلب,وإلى الله المشتكى,
نبدأ بسم الله:
هو الخليفة أبو جعفر هارون بن المهدي محمد بن المنصور, الملقب ب (الرشيد). قال عنه الذهبي فى السير : (وكان من أنبل الخلفاء ، وأحشم الملوك ، ذا حج وجهاد ، وغزو وشجاعة ، ورأي .), وكان أبيض طويلا ، جميلا ، وسيما ، إلى السمن ، ذا فصاحة وعلم وبصر بأعباء الخلافة ، وله نظر جيد في الأدب والفقه ، قد وخطه الشيب , ومن عجيب خبره أنه لما أتم السادسة عشر من عمره, أرسله أبوه لغزو الروم, وكانت ملكتهم تُسَمَى (رنى ولقبها أغسطة), فهزمهم الرشيد شر هزيمة, فعرضت الملكة التسليم على أن تُعطى الجزية عن يد وهى صاغرة, فقبل هارون, وليس هذا هو العجب بل العجب (الذى يبعث على التحسر على زمانهم), أنه بعد سنين بعد أن آلت الخلافة إلى هارون عُزِلت أغسطا وتولى بعدها ملك يدعى (نقفور) فأرسل رسالة إلى هارون قال فيها: (من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد فان الملكة التي كانت قبلى أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثاله إليها وذلك من ضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي هذا فاردد إلى ماحملته إليك من الأموال وافتد نفسك به وإلا فالسيف بيننا وبينك), فلما قرأ هارون الرشيد كتابه أخذه الغضب الشديد حتى لم يتمكن أحد أن ينظر إليه ولا يستطيع مخاطبته وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه ثم استدعى بدواة وكتب على ظهر الكتاب: ( بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه دون ما تسمعه والسلام) (انظر إلى العزة, رحم الله هرون), وخرج بنفسه على رأس جيش حتى بلغ باب هرقلة ففتحها واصطفى ابنة ملكها وغنم من الأموال شيئا كثيرا فطلب نقفور منه الموادعه على خراج يؤدية إليه في كل سنة فأجابه الرشيد إلى ذلك فلما رجع من غزوته وصار بالرقة نقض الكافر العهد وخان الميثاق وكان البرد قد اشتد جدا فلم يقدر أحد أن يجئ فيخبر الرشيد بذلك لخوفهم على أنفسهم من البرد حتى يخرج فصل الشتاء (لأنهم يعلمون أنه لو علم سينهض للجهاد من فوره), وكان مولده بالري في سنة ثمان وأربعين ومائة, قال عنه ابن كثير : وكان يتصدق من صلب ماله في كل يوم بألف درهم وإذا حج أحج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم وإذا لم يحج احج ثلاثمائة بالنفقة السابغة والكسوة التامة , قال الذهبي فى السير: قيل : إنه كان يصلي في خلافته في كل يوم مائة ركعة إلى أن مات ، ويتصدق بألف ، وكان يحب العلماء ، ويعظم حرمات الدين ، ويبغض الجدال والكلام ، ويبكي على نفسه ولهوه وذنوبه ، لا سيما إذا وعظ , ووعظه الفضيل مرة حتى شهق في بكائه, ولما بلغه موت ابن المبارك ، حزن عليه ، وجلس للعزاء ، فعزاه الأكابر , (كان يجل أهل العلم), قال أبو معاوية الضرير : ما ذكرت النبي -صلى الله عليه وأله وسلم- بين يدي الرشيد إلا قال : صلى الله على سيدي، وإذا سمع فيه موعظة بكى حتى يبل الثرى, ورويت له حديثه : وددت أني أقاتل في سبيل الله ، فأقتل ، ثم أحيي ثم أقتل فبكى حتى انتحب , وصلى يوما خلف الكسائى: فاخطأ الكسائى فى القراءة فقال (لعلهم يرجعين) بدلا من يرجعون, يقول الكسائى فوالله ما اجترأ الرشيد أن يقول : أخطأت ، لكن قال : أي لغة هذه ؟ قلت : يا أمير المؤمنين ، قد يعثر الجواد . قال : أما هذا ، فنعم , وروى ابن كثير : أنه دخل عليه ابن السماك يوما فاستسقى الرشيد فأتي بقلة فيها ماء مبرد فقال لابن السماك عظنى فقال يا أمير المؤمنين بكم كنت مشتريا هذه الشربة لو منعتها فقال بنصف ملكى فقال اشرب هنيئا فلما شرب قال أرأيت لو منعت خروجها من بدلك بكم كنت تشترى ذلك قال بنصف ملكي الآخر فقال إن ملكا قيمة نصفه شربه ماء وقيمة نصفة الآخر بولة لخليق أن لا يتنافس فيه فبكى هارون, وعن خرزاذ العابد قال : حدث أبو معاوية الرشيد بحديث : (احتج آدم وموسى ) فقال رجل شريف (فى رواية أنه عمه): فأين لقيه ؟ (يريد التعجب فكيف لموسى أن يلقى آدم)فغضب الرشيد ، وقال : النطع والسيف ، زنديق يطعن في الحديث ، فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول : بادرة منه يا أمير المؤمنين ، حتى سكن, فحبسه فترة حتى أقسم الرجل أنها كانت بادرة فعفا عنه الرشيد, وعن أبي معاوية الضرير قال : صب على يدي بعد الأكل شخص لا أعرفه ، فقال الرشيد : تدري من يصب عليك ؟ قلت : لا ، قال : أنا ، إجلالا للعلم , ومن أعجب أخباره مارواه ابن عساكر عن إبراهيم المهدي قال كنت يوما عند الرشيد فدعا طباخه فقال أعندك في الطعام لحم جزور قال نعم ألوان منه فقال أحضره مع الطعام فلما وضع بين يديه أخذ لقمة منه فوضعها في فيه فضحك جعفر البرمكي فترك الرشيد مضغ اللقمة فقال مم تضحك فقال يا أمير المؤمنين بكم تقول إن هذا الطعام من لحم الجزور يقوم عليك قال بأربعة دارهم قال لا والله يا أمير المؤمنين بل بأربعمائة ألف درهم قال وكيف ذلك قال إنك طلبت من طباخك لحم جزور قبل هذا اليوم بمدة طويلة فلم يوجد عنده فقلت لا يخلون المطبخ من لحم جزور فنحن ننحر كل يوم جزورا لأجل مطبخ أمير المؤمنين لأنا لا نشترى من السوق لحم جزور فصرف في لحم الجزور من ذلك اليوم إلى هذا اليوم أربعمائة ألف درهم ولم يطلب أمير المؤمنين لحم جزور إلا هذا اليوم , قال فبكى هارون الرشيد بكاء شديدا وأمر برفع السماط من بين يديه وأقبل على نفسه يوبخها ويقول هلكت والله يا هارون ولم يزل يبكي حتى آذنه المؤذنون بصلاة الظهر فخرج فصلى بالناس ثم رجع يبكي حتى آذنه المؤذنون بصلاة العصر وقد أمر بألفي ألف تصرف إلى فقراء الحرمين في كل حرم ألف ألف صدقة وأمر بألفي ألف يتصدق بها في جانبي بغداد الغربي والشرقي وبألف ألف يتصدق بها على فقراء الكوفة والبصرة ثم خرج إلى صلاة العصر ثم رجع يبكي حتى صلى المغرب ثم رجع فدخل عليه أو يوسف القاضي فقال ما شأنك يا أمير المؤمنين باكيا في هذا اليوم فذكر أمره وما صرف من المال الجزيل لأجل شهوته وإنما ناله منها لقمة فقال أبو يوسف لجعفر هل كان ما تذبحونه من الجزور يفسد أو يأكله الناس قال بل يأكله الناس فقال أبشر يا أمير المؤمنين بثواب الله فيما صرفته من المال الذي أكله المسلمون في الأيام الماضية وبما يسره الله عليك من الصدقة وبما رزقك الله من خشيته وخوفه في هذا اليوم وقد قال تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان فأمر له الرشيد بأربعمائة ألف ثم استدعى بطعام فأكل منه فكان غداؤه في هذا اليوم عشاء, وقال ابن كثير (وقال بعضهم دخلت على الرشيد وبين يديه رجل مضروب العنق والسياف يمسح سيفه في قفا الرجل المقتول فقال الرشيد قتلته لأنه قال القرآن مخلوق فقتله على ذلك قربة إلى الله عز وجل), قال الذهبى فى السير: قال عبد الرزاق : كنت مع الفضيل بمكة ، فمر هارون ، فقال الفضيل : الناس يكرهون هذا (يعنى هارون ) ، وما في الأرض أعز علي منه ، لو مات لرأيت أمورا عظاما . وروى الذهبى أيضا : عن يحيى بن أبي طالب : (حدثنا عمار بن ليث الواسطي ، سمعت الفضيل بن عياض يقول : ما من نفس تموت أشد علي موتا من أمير المؤمنين هارون ، ولوددت أن الله زاد من عمري في عمره . قال : فكبر ذلك علينا ، فلما مات هارون ، وظهرت الفتن ، وكان من المأمون ما حمل الناس على خلق القرآن ، قلنا : الشيخ كان أعلم بما تكلم . ), وكان محبا للشعر يقوله فى بعض الأحيان, فمن ذلك أن الفضيل قال استدعاني الرشيد يوما وقد زخرف منازله وأكثر الطعام والشراب واللذات فيها ثم استدعى أبا العتاهية فقال له صف لنا ما نحن فيه من العيش والنعيم فقال عش ما بدا لك سالما ... في ظل شاهقة القصور تسعى عليك بما اشتهيت ... لدى الرواح إلى البكور فاذا النفوس تقعقعت ... عن ضيق حشرجة الصدور فهناك تعلم موقنا ... ما كنت إلا في غرور قال فبكى الرشيد بكاء كثيرا شديدا فقال له الفضل بن يحيى دعاك أمير المؤمنين تسره فأحزنته فقال له الرشيد دعه فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا عمى, وذات يوم قال لزوجته زبيدة وكان شديد الحب لها: أما يكفيكى أنك تملــــــكينى ــــــــــ وأن الناس كـــلهم عبيدى وأنك لو قطعت يدى ورجلى ــــــــــ لقلت لك من الهوى أحسنتِ زيدى (انظر إلى عذوبة شعره) وقال ابن كثير: (وفضائل الرشيد ومكارمه كثيرة جدا قد ذكر الأئمة من ذلك شيئا كثيرا), ومن عظم حلمه أنه يوما ناداه رجل باسمه فقال يا هارون, فتعجب وأمر به فأتى الحرس به, فقال ما حملك على أن تاندينى باسمى: فقال الرجل: إن الله قد نادى من هم أفضل منك باسمهم فقال (يا نوح, يا موسى, يا عيسى, يا يحيى) وكنى أبغض خلقه فقال (تبت يدا أبى لهب وتب ), فعفا عنه هارون, وذات يوم كانت الجارية تصب له وضوءه, فأسقطت الإناء عليه فشجت رأسه, فغضب غضبا شديدا ودارت عيناه فى رأسه, فارتعدت الجارية وقالت : يا أمير المؤمنين إن الله قال (والكاظمين الغيظ), فقال الرشيد كظمت غيظى, قالت (والعافين عن الناس), قال عفوت عنك, قالت (والله يحب المحسنين), فقال اذهبى فأنت حرة !!!!!!!!!!!!!!!!!! أما عن موته, فقد مات غازيا, وذلك أنه اصابها المرض وهو يجاهد وكان مرضه بالدم وقيل بالسل وجبريل الطبيب يكتم ما به من العلة فأمر الرشيد رجلا أن يأخذ ماءه في قارورة ويذهب به إلى جبريل فيريه إياه ولا يذكر له بول من هو فإن سأله قال هو بول مريض عندنا فما رآه جبريل قال لرجل عنده هذا مثل ماء ذلك الرجل ففهم صاحب القارورة من عنى به فقال له بالله عليك أخبرني عن حال صاحب هذا الماء فإن لي عليه مالا فإن كان به رجاء وإلا أخذت مالي منه فقال اذهب فتخلص منه فانه لا يعيش إلا أياما فلما جاء وأخبر الرشيد بعث إلى جبريل فتغيب حتى مات الرشيد , وأمر بحفر قبره في آخر حياته بعد أن علم بموته وأن تقرأ فيه ختمة تامة وحمل حتى نظر اليه فجعل يقول الى هنا تصير يا أبن آدم ويبكي وأمر أن يوسع عند صدره وأن يمد من عند رجليه ثم جعل يقول ما أغنى عنى ماليه هلك عنى سلطانيه ويبكي وقيل إنه لما احتضر قال اللهم انفعنا بالاحسان واغفر لنا الاساءة يا من لا يموت ارحم من يموت, وقال الذهبى أيضا : (قلت : حج غير مرة ، وله فتوحات ومواقف مشهودة ، ومنها فتح مدينة هرقلة ، ومات غازيا بخراسان ، وقبره بمدينة طوس ، عاش خمسا وأربعين سنة ، وصلى عليه ولده صالح ، توفي في ثالث جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة . ), اللهم ارحم الرشيد هارون, وكف ألسن المعتدين عن تاريخنا, ومن أراد الاستزادة من سيرته فعليه بكتب لتاريخ والسير ومن أفضل الدروس فى هذا الموضوع درس (هارون الرشيد) للشيخ مسعد انور حفظه الله,
| |
|